الجمعة، 14 يناير 2011

العشق والحب الالهي لآل محمد المطهرين عليهم السلام فريضة وواجب الهي وشرط إيماني الشيخ محمد حسني البيومي الهاشمي ــ الحلقة الأولى



العشق والحب الالهي لآل محمد المطهرين عليهم السلا فريضة
وواجب الهي وشرط إيماني ..

( الحلقة الأولى )

قال تعالى في علاه :

{قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ }يونس108
{وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ }يونس109
انه الخطاب الجمعي لبروز الحقائق الالهية في مناحي الايمان وهو الذي ارتكز في كلية حقائقه على خصائص وثوابت المحبة الالهية ...... وفي هذا العنوان  وهو الأصل في الايمان قال الله تعالى في علاه :
{  قل } لهم يا محمد  { ان كنتم تحبون الله فأتبعوني يحببكم الله } .. ولهذا ربط المولى في علاه شرطية محبته وعشقه وتوليه وعبوديته بشرطية المحبة الالهية المحمدية الكاملة وهي محبة النبوة والآل المعظمين .. عنوان وأصل الايمان الوصالي لمعاني العبودية الروحية مع الله تعالى في علاه .. والاتباع بدون الحب هو من أنماط القهرية والنفاق  الإكراهي ـ وعقيدتنا الايمانية  أساسها المحبة  والرضا بالأمر الالهي ..  والاستسلام لحضرة جناب الله تعالى السامية .. فلطالما كان الرضا لله ومن الله  تعالى هو أصل القبول في الاعتقاد الايماني  وهو أساس الاسلام  .. فتكون المعادلة الايمانية هي من أهم شرائطها  القبول في الاعتقاد الايماني وهو أساس الاسلام  .. بروح الحب الالهي  والطاعة لله ورسوله والذين آمنوا .. وهم  أولي الأمر منكم .. فالمؤتمرين بالأمر الالهي .. هم بيت النبوة المصطفين الأخيار عليهم صلوات الله  ورضوانه اصطفاهم المولى في الخلق  
{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ }الأنعام132
لهذا كانت المحبة للنبوة المصطفاة فيها روح الكمال الايماني وروح المحبة للمولى في علاه  :
{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31
أي حالة استسلام القبول في النفس الى مولاها { تُحِبُّونَ اللّهَ  } حقا 
{ فَاتَّبِعُونِي } أي اتبعوا محمدا .. والآيات الجليلة  هي على لسان النبوة وتوصيف جليل للمعاني السامية العلية وحنوها ..
{وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }مريم13

. .. أي تجليات القوة العلية بما تملكه من سمات النور والاستعلاء مندمجة بروح الرقة اللا متناهية بالحنان والمودة .. ولهذا جاء في القرآن حنان أي صانع الحنان والمتجلي بسماته وهو من تجليات أسماء الله الحسنى الجليلة ..

{قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً }مريم21
 .. أي أن القضاء الالهي قد تم ويلزم الاستسلام للمنهج الرباني في اكتشاف الذات وثورة الذات العلية على أساها في عالم الروح وفي القلوب .. التي يقلبها مولاها حين أراد وحيث أرادت.. فمن كانت محبته لله محبة لله تعالى  وجب ان تزرع في قلب الوعاء الجليل الطاهر ومن قلب المطهرين متوهجة بيضاء و ناصعة  .. فهم عليهم السلام المحجة  البيضاء التي ليلها كنهارها .. وقد تركنا الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم على نورها .. بعلم راسخ عميق  ومختزن بعد في آل البيت المطهرين بيت الطهر الالهي المختارين وفق إرادة متواصلة وأبدية إلهية لا تتوقف بحالة سياسية أو دنيوية ..
{  إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33
وهم أبواب العلم والحكمة الالهية الجليلة .. استودعها الله تعالى في عقولهم الروحانية وعلم الله المختزن فيهم الى يوم القيامة ليكونوا وعاء تطهيريا للنور الالهي وصاعدا .. يلتف حولهم الأولياء والصالحين وحملة الأعمال الصالحة والعلم الصالح والمجالس الروحانية الصالحة فهي لهم عليهم السلام وبدون ختمهم وبوابة قبولهم في أعمال البشر لا مناط لقبولهم عند الله تعالى فهم حبهم أصل الشريعة وعداوتهم وبغضهم أصلا في عداوة الدين والاسلام ..
{وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُولَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }  : البقرة82
والذين آمنوا هم أهل البيت المطهرين ومن لحقهم الصالحات والواو حرف عطف لمن قبله
.. والذي قبل يميز الحالة .. ذكره السيوطي في كتابه : (  تاريخ الخلفاء : فضائل علي عليه السلام   ) وابن حجر في الصواعق المحرقة ..
وقد شرحته مفصلا في موسوعتنا للمصطلح القرآني
( مصطلح الذين آمنوا ــ وعملوا الصالحات )

ومن معهم لهم البشارة الالهية وهو قوله تعالى في علاه في سورة الشورى  :
{ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23
واجمع كل أهل التفسير أن هذه الآية قد نزلت بحق الرسول وفاطمة وعلى والحسن والحسين عليم صلوات الله وسلامه ( راجع التفاسير )
{أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }الأنعام90
وهم المهديون والمهديون الخاتمون في زمان الساعة والختم الالهي بالدنيا .. { لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى } وهم الحسنة المتواصلة والبركة السامية في أهل الأرض  والشفاعة لهم ونبيهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم وهو أبوهم وعصبتهم كما في صحيح الحديث الشريف ..
 { وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23
عن ابن عباس قال : لما نزلت : { إنما أنت منذر ولكل قوم هاد } وضع صلى الله عليه وآله وسلم يده على صدره فقال : أنا المنذر { ولكل قوم هاد } وأومأ بيده إلى منكب علي فقال : أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون
جامع البيان عن تأويل آي القرآن
المؤلف : محمد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري أبو جعفر
عدد الأجزاء : 12 _ ج7 ، ص 341 : تفسير سورة الرعد

ولهذا كان لتأسيس المحبة  المحمدية الكاملة  هي ثورة العرفان الالهي  .. والتي دورا هاما في تأصيل العلم النبوي والدين والشرع الالهي بأنه مرهونا بهم عليهم الصلاة والسلام ومحبتهم هي الأساس .. وذوبان القلب بالحنو الالهي والعشق الالهي عبر الوعي بقوله تعالى في علاه :
{وَحَنَاناً مِّن لَّدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً }مريم13
فارتبطت الحنان الرباني بالتقوى وكانت الحلقة الوسطى في الآية هي التزكية { وَزَكَاةً  } وهي التطهير وهنا كان قوله تعالى في علاه في علاه شاملا في استيعاب مصطلح التطهير في القرآن الكريم .. ولزم هنا أيضا وضع النقاط على الحروف لتأكيد وضمانه حالة القبول والرضا الالهي .. والزكاة والزكوات من أصل المصطلح القرآني هي تطهير لحياة المسلمين قلبا وجسدا .. وفي
 الحديث الصحيح : ( من نبت جسده من حرام فالنار أولى به ) .. والتطهير القرآني هو تطهير النفس والقلب من أدران البغض والعداوة لله تعالى في علاه ولرسوله الأقدس صلى الله عليه وآله وسلم ولأهل البيت النبوي عليه أنوار المتعالى فلهم الحب والوداد .. فهم أجر النبوة في حياة ورحيل النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. وهو قوله  تعالى في علاه :
 { لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى }
( يا علي ان الله قد عهد الي فيك عهدا  لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) وفي رواية أخرى ( سبعين عهدا ) ..
وهنا مفصل بط التطهير في القرآن ومصطلح القرآن بأهل البيت عليهم السلام الذين فيهم التطهير المتواصل والأبدي .. وفي قوله تعالى في علاه

:  { فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ{75} وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ{76} إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ{77} فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ{78} لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ{79} تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ }
والقسم بالنجوم هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومعه بيت المطهرين من ولده وذريته فهم النجوم بنص الحديث : وفي الرواية : قال علي بن أبي طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
( النجوم أمان لأهل السماء . فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء . وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض )

السخاوي ( استجلاب ارتقاء الغرف ) ج2/478 =أخرجه أحمد ابن حنبل في المناقب ( فضائل الصحابة ( ج2/671 ) رقم ( 1145 )  ، وذكره الديلمي في : الفردوس بمأثور الخطاب ( ج4/ 310 ) رقم (6913 ) = (5) تاريخ دمشق ج40/ 20 رقم 8063 = إحياء الميت بفضائل أهل البيت 23


ولا يعقل بالمطلق أن تكون النجوم والمتعلق بالواقعة وهي القيامة هي النجوم التي جعلها الله لزينة السماء ورجوما للشياطين بأنها هي مناط القسم .. ولكن المتعلق بأخبار الساعة والقيامة والمحشر هم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المكرمين بنص المصطلح الحديثي والحديث بوصية النبوة الكريمة لزم عرضه على كتاب الله تعالى وبعرضنا الحديث الشريف على القرآن الكريم وجدناه متكاملا متطابقا .. ولهذا جائت الأحاديث المتوالية في تبيان النجوم تؤشر بالبنان القرآني للنبي وأهل بيته عليه وعليهم عظائم الصلاة والتسليم لا غيرهم وزج الصحابة المكرمين في الحديث هو من أعمال الملوك في تاريخنا !!: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( أهل بيتي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم ) لأنهم مطهرون من الذنوب .. وآيات التطهير نزلت في  اختصاص بيت النبوة لا في غيرهم ليكونوا القدوة والعنوان في الحب والعلم والنور الالهي ( القيادة الالهية ) وليس في المسلمين نزلت فيه آية التطهير التي نزلت في الأنبياء وأسباط الأنبياء عليهم الصلاة والسلام ..
 ولهذا كان التأصيل لقوله تعالى في علاه :
( أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون ) ( الطبري : المصدر السابق )  وعن قتاده عن عطاء عن ابن عباس عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : ( النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق .. وأهل بيتي أمان  لأمتي من الاختلاف . فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس ) ..
أخرجه الحاكم  وقال : صحيح الاسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه )  : المستدرك ج3/ 162 رقم (4715 *) = ذكره البغدادي رحمه الله في ( تاريخ بغداد ج8/ 453 ) =  ذكر الرواية بتوسع كتاب إكمال الدين وتمام النعمة ص 1/ مجلد 36 / A   = نور الثقلين : المجلد 4/ 542 رقم 16 ، 17
قال ابن حجر الهيثمي في الصواعق المحرقة ( ج2/ 446 ) تعليقا على الحديث _( وجاء من طرق عديدة يقوي بعضها بعضا إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا  ) وفي رواية مسلم  : ومن تخلف عنها غرق ... وفي رواية ..  هلك .. وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ... وفي رواية : ( غفر له الذنوب)

: ( وقال بعضهم : يحتمل أن المراد بأهل البيت الذين هم أمان : علماؤهم ، لأن الذين يهتدى بهم كالنجوم والذين إذا فقدوا ( بضم الفاء ) جاء أهل الأرض من الآيات ما يوعدون .. ذلك عند نزول المهدي ) انتهى

الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة المؤلف : أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي إبن حجر الهيثمي ، ج2 ، ص 446 ،   الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت ، الطبعة الأولى ، 1997 ، تحقيق : عبد الرحمن بن عبدالله التركي وكامل محمد الخراط ( أحاديث السفينة معظمها صحيحة )

ولهذا كانوا سفينة الخلاص المنشودة وكانوا النجوم الهادية وأئمة أهل البيت عليهم السلام مطهرون كجدهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الذنوب .. وفي الحديث الصحيح الذي يعرض على القرآن فيتطابق مع آيات التطهير في سورة الأحزاب فيتكامل معها قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (فذلك قوله إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فأنا وأهل بيتي مطهرون من الذنوب "
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله  إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا قال : هم أهل بيت طهرهم الله من السوء واختصم برحمته )
)  عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي ) : الدر المنثور  : ج 6/ 606 ، الناشر : دار الفكر - بيروت ، 1993 ، عدد الأجزاء : 8 =- وفي كتاب روح المعاني : للعلامة محمود الألوسي تفصيل واسع  : محمود الألوسي أبو الفضل: ( روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني )   ،  ج  22 / ص 14  ،  الناشر : دار إحياء التراث العربي - بيروت
عدد الأجزاء : 30  = فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير
المؤلف : محمد بن علي الشوكاني : ج4 / 396 = اختصرنا التفسير هنا لأننا  سنفصله في موسوعتنا للمصطلح القرآني ( مصطلح المطهرون في القرآن الكريم )  : ينشر في موقعنا الخاص : موقع المصطلح القرآني على الشبكة الاعلامية ..  وهنا التفصيل في قوله تعالى في علاه : {لَّا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }الواقعة79 :

وهم المطهرون الكاملون من الذنوب تطهيرا أبديا متواصلا .. والقول بالرؤية المجتزئة بأن تفسير التطهير هو من الجنابة وإسباغ الوضوء فهو جانب من حياة المطهرين .. وأهل القرآن الذين لا يفترقون عنه حتى يأتيا على الحوض .. هم المختصون بالوصال والمعارف الالهية وبوابات العلم الالهي ,, قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
 ( علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض )

الحاكم النيسابوري  : ( المستدرك على الصحيحين ) : ج 3/ 134 ، رقم الحديث 4628 ،
الناشر : دار الكتب العلمية – بيروت ، الطبعة الأولى ، 1411 – 1990 ، تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا ،  عدد الأجزاء : 4لحاكم : ( المستدرك ) ج 3/ 143  رقم 6428 ، =الهيثمي ، ابن حجر الصواعق المحرقة : (الناشر : مؤسسة الرسالة – بيروت ، الطبعة الأولى ، 1997 ، تحقيق : عبد الرحمن بن عبد الله التركي وكامل محمد الخراط ، عدد الأجزاء : 2ص 361  ، 368 ، أخرجه الطبراني في الأوسط عن أم سلمه = أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني : (  المعجم الأوسط  ) ، الناشر : دار الحرمين - القاهرة ، 1415 ، ج5/ 135 ، رقم الحديث 4880  ، تحقيق : طارق بن عوض الله بن محمد ,‏عبد المحسن بن إبراهيم الحسيني ، عدد الأجزاء : 10 الطبراني ج5/ 35 ، رقم الحديث 4880 ) = سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني : ( الروض الداني - المعجم الصغير ) : ج 2 / 28 ، رقم الحديث  720  ، الناشر : المكتب الإسلامي , دار عمار - بيروت , عمان ، الطبعة الأولى ، 1405 – 1985 ، تحقيق : محمد شكور محمود الحاج أمرير = الشبلنجي  : (  نور الأبصار ) : ص 80  = علي بن حسام الدين المتقي الهندي : ( كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ،   ج11 ، ص 897 ، رقم الحديث 32912 ، : الناشر : مؤسسة الرسالة - بيروت 1989 م  =  عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي : ( تاريخ الخلفاء )  ، الناشر : مطبعة السعادة – مصر ، الطبعة الأولى ، 1371هـ - 1952م ، تحقيق : محمد محي الدين عبد الحميد

 ( علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا ) في القيامة
( علي الحوض ) وهذا كان أعلم الناس بتفسيره [ ص 357 ] قال المولى خسرو الرمي عندما قال القاضي إنه جمع في تفسيره ما بلغه عن عظماء الصحابة أراد بعظمائهم عليا وابن عباس والعبادلة وأبي وزيد . قال : وصدرهم علي حتى قال ابن عباس : ما أخذت من تفسيره فعن علي ويتلوه ابن عباس اه . ملخصا وقيل له : مالك أكثر الصحابة علما قال : كنت إذا سألته أنبأني وإذا سكت ابتدأني وكان عمر يتعوذ من كل معضلة ليس لها أبو الحسن ولم يكن أحد من الصحب يقول : اسألوني إلا هو .. )
عبد الرؤوف المناوي  : ( فيض القدير شرح الجامع الصغير  ) : ج4 ، 356 ، رقم الحديث 5594  ، الناشر : المكتبة التجارية الكبرى – مصر ، الطبعة الأولى ، 1356
ومن يعترض على ولاية الأمير علي رأس المطهرين في الأرض بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم فانه ليس الا من حزب إبليس رجيم السموات والأرض !!  مفرق للجماعة وبين المسلمين ويكفي عمر بن الخطاب لوحده رضي الله عنه الله عنه قال : أعوذ بالله أن أعيش في زمن ليس فيه أبا الحسن وقال : ( لولا علي لهلك عمر ) وهذه رواية مشهورة قيلت في قصة الحجر الأسود وبأنه ينفع ويضر ..
( رواية هامة جدا ذكرها السيوطي في التفسير )
فأهل البيت الهاشميين عليهم السلام ..  وقلبهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأبناء علي وفاطمة عليهم السلام وهم المحرم عليهم الصدقة المطهرون من الذنوب .. هم نور الأمة وتاجهم الى يوم القيامة وحبهم واجب الهي وبغضهم نفاقا وكفرا ..  ومن بغضهم لم توجب له شفاعة النبي صلى الله عليه وآله وسلم .. ومحبتهم نور ..
(قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   :
" عنوان صحيفة المؤمن حب علي " (1)
(1)             تاريخ بغداد ج5/ 117: 177 رقم 2629 = الصواعق المحرقة ص 125 الباب التاسع – الفصل الثاني = ينابيع المودة ج2/ 109 =


وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   : " يا علي ، طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أبغضك وكذب فيك " (2)
(2) تاريخ دمشق ج42/ 281 رقم 8812 = تاريخ بغداد 9/ 74 رقم 4656 = المستدرك 3/ 145 رقم 4657 =

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   مؤكدا على أن حب علي أمر إلهي : " إن الله أمرني أن أحب أربعة وأخبرني أنه يحبهم " فقالوا : من هم يا رسول الله ؟ فقال : " علي منهم، علي منهم " يكررها ثلاثا .. وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم" (4)

… وتكرار النبي صلى الله عليه وآله وسلم   لاسم أمير المؤمنين ثلاث مرات يعرب عن مدى اهتمامه بهذا الأمر والأمر بمحبة أبي ذر والمقداد وسليمان هي فرع من محبة أمير المؤمنين ذلك أن هؤلاء الصحابة رضي الله عنهم كانوا المصداق الحقيقي لشيعة أمير المؤمنين والسائرين على منهجه وسيرتهم تكشف عن ولائهم (3) )
(3)          الحاكم : المستدرك على الصحيحين 3/ 141 رقم 4648 = تاريخ دمشق ج42/ 271 رقم 8801 = مثله : تاريخ بغداد ج13/ 34= صححه الألباني في الجامع الصغير وزياداته ص 1091 رقم 10907

... " من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض عليا فقد ابغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله عز وجل " (1)
(1) الصواعق المحرقة 123 = تاريخ بغداد ط. المكتبة العلمية 13/ 34 = تاريخ دمشق ج42/ 270 رقم 8800
وفي رواية أخرى " ومن أبغض الله أدخله الله النار " (2)

(2) تاريخ بغداد : 13/ 32 = تاريخ دمشق ج42/ 284 رقم 8815

" لا يحب عليا منافق ولا يبغضه مؤمن " (3) 
(3) سنن الترمذي 5/635 رقم الحديث 3717

، وقال أمير المؤمنين عليه السلام  : " والذي فلق الحبة  وبرأ النسمة، انه لعهد النبي الأمي إليّ إنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني  إلا منافق" (4)
(4) صحيح مسلم ج1/ 86 رقم الحديث 131 =  ابن كثير : البداية والنهاية ج7/ 54 = الإصابة ج4/ 271 = تاريخ الخلفاء للسيوطي 187 = تاريخ دمشق ج42/ 275

قال صلى الله عليه وآله وسلم   : " من أبغضنا أهل البيت حشره  الله يوم القيامة يهوديا " قال جابر الأنصاري : فقلت يا رسول الله وان صام وصلى وزعم انه مسلم ؟ قال صلى الله عليه وآله وسلم  : "وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم" (5)
(5) تاريخ دمشق ج42/276 رقم 8803

 ،وقال صلى الله عليه وآله وسلم   : " صنفان من أمتي لا نصيب لهما في الإسلام : الناصب لأهل بيتي حربا وغال في الدين مارق منه" (6)

(6) تاريخ دمشق ج42/ 284

وقوله عليه السلام  : " لو ضربت خيشوم المؤمن هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجماتها على المنـافق عـلى أن يحـبني مـا أحـبني ، وذلـك أنـه قضى فانقضى على لسان النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم   أنه قال : " يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " (7)  
(7)مجمع البيان3/ 532= الترمذي م5/ 453 رقم 3717 ( باب مناقب علي عليه السلام  ) = تاريخ دمشق ج42/ 280 رقم 8808 ، ص 277 رقم 8804

…عن أبي سعيد الخدري قال : " أنا كنا نعرف المنافقين – نحن معاشر الأنصار – ببغضهم علي بن أبي طالب " (8)
(8) سنن الترمذي 5/ 635 رقم الحديث 3717 = نور الأبصار 128 = تاريخ دمشق ج42/ 285، 286
عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه  قال : " ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله والتخلف عن الصلاة والبغض لعلي " (1)
(1) المستدرك على الصحيحين 3/ 129 حديث رقم 4643وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه = ينابيع المودة ج1/ 45

…..وشرح ابن حنبل رحمه الله الحديث بالقول : ( ولكن الحديث الذي ليس فيه لبس قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم   : " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق " وقال : الله عز وجل { إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار } (2)
(2) سورة النساء : آية 145 = راجع ينابيع المودة ج1/ 46، 47

 ، فمن أبغض عليا فهو في الدرك الأسفل من النار) (3)

(3) تاريخ دمشق لابن عساكر  ج42/ 279، 280

 قال الإمام الرضا عليه السلام  : " نحن أهل محمد النمط الوسط الذي لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي " (4)
(4) مودة أهل البيت عليهم السلام وفضائلهم في القرآن والسنة ص 137 ( أصل الرواية هي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام ) .

محبة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام

السيدة الزهراء عليها السلام هي جوهرة النور في عترة النبي المصطفى ، وهي التي أضافت عليها السلام نورها إلى نور الإمام علي فكان القرآن شاهدا – نور على نور – وهي جوهر المحبة النابض من قلب النبي المصطفى ، فهي روحا منه وبضعة منه وامتداد رسالته في ولادة عش الأسياد عليهم ألف الصلوات والتسليم ..
 فهي ابنة الإسلام الأولى التي درجت وترعرعت في أحضان النبوة ، وشبت في كنف الإمامة ، وهي المعصومة من كل دنس وعيب ، فكانت المرأة المثلى في الإسلام والجديرة بالإقتداء بها في كل عصر ومصر .. وما كانت فرصة إلا ونوه صلى الله عليه وآله وسلم   بعظمة الزهراء عليها السلام وإظهار فضلها لأنها بقيته الباقية وأم الأئمة المعصومين وقادة المسلمين المحافظين على رسالة الإسلام وسنة جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأدلة محبتها واضحة ..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   :
" فاطمة بضعة مني ، من أغضبها أغضبني " (1)
(1)     صحيح البخاري 5/ 92، 209، 150 = صحيح مسلم ج4/ رقم 1902= مثله: النسائي: خصائص أمير المؤمنين 105/ 136 = مسند فاطمة الزهراء ص 137 رقم 104

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   : " فاطمة بضعة مني ، يريبني ما أرابها ويؤذيني ما  آذاها " (2)…
(2)     صحيح البخاري ج7 / 65-66 : كتاب النكاح ص 159 = سنن الترمذي ج5/ رقم 698، 3869 = النسائي: خصائص أمير المؤمنين علي u 104/ 133

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   : " يا فاطمة إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك " (3)
(3)           أسد الغابة ج7 / 224 = الإصابة ج8/  159 = مسند فاطمة الزهراء عليها السلام ص 134 رقم 97
وروي عن عائشة أنها قالت : ما رأيت أحدا أشبه حديثا وكلاما برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   من فاطمة ، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها ، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم   إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبلته وأجلسته في مجلسها " (4)

(4)           سنن الترمذي 5 / 700 ، رقم الحديث 3872

وروي أن عائــشة سئلت : أي الناس كان أحب إلى رسول الله ؟ قالت : فاطمة، قيل : ومن الرجال ؟ قالت : زوجها . (1)
(1) سنن الترمذي 5/ 701 رقم 3874 = أسد الغابة 7/ 223 = البداية والنهاية 7/ 254

وعن بريدة قال : كان أحب النساء إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم   فاطمة ومن الرجال   علي (2)
(2)سنن الترمذي 5 / 698 رقم الحديث 3868

….." رضا فاطمة من رضاي ، وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني " (3)
(3) الإمامة والسياسة / ابن قتيبة 1/ 13-19= ينابيع المودة ج1/ 169

وهكذا وصف السياق العام لخط النبوة أن رضائها هي رضاء لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   وإغضابها هو إغضاب له صلى الله عليه وآله وسلم   والله يقول :
{ إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا }   (4)

سورة الأحزاب 33 / 57
( هذا العرض في الصفحة حول محبة السيدة الزهراء عليها السلام هو باب من كتابنا
( أهل البيت عليهم السلام : الولاية ، التحدي، المواجهة )  : تحت الطبع

والفصل في جملة شهادات القرآن فهو روح النبوة والعترة  وهو الذي يستوعب أبجديات وكليات الحب والعشق الالهي للنبوة .. والذي يعشق القرآن يعشقه رب القرآن ويعطيه من كنوزه وفواتح عطاياه ليدرك سر النبوة الخارقة في القرآن الكريم ، بما يعط بعد لكل الأولياء في الأرض !! ولم يدركه المدركون عن عطايا رب الأرباب للنبوة والعترة في القرآن ..
وهو قوله تعالى في علاه :

{ قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }آل عمران31

ولهذا كان سر الله تعالى في ترسيم معاني حب النبوة  هو أساس الوعي في إدراك الحقائق المحمدية المخفية ..  ولهذا الادراك عن طبيعة الحقيقة المحمدية .. هي التي تقف خلف المدلول في القول الالهي بمصطلح الحب في الاسلام وفي قلب القرآن الكريم  .. وهو الأساس في العطاء الالهي للناس كافة .. ويكفي ان الله تعالى في علاه جعل هذه الجدلية بين العلاقة بين الناس كافة و الله العلي المتعالي .. هو النبي صلى الله عليه وآله وسلم  : مفتاح العرفان ونور القرآن وهو الحامل بين قوسين ل ( سر الحقيقة المحمدية ) .. والخبر الالهي في القرآن هو ما في سر وقلب النبوة جعله المتعالي الكريم ثورة علنية وهذا باب الثورة .. وهنا المحطة وهنا الثورة .. وهنا النور الالهي المتقدم نحو الثورة العالمية وتأكيد                          مصطلح  العالمية الربانية في القرآن الكريم ..
  

مصطلح  العالمية الربانية في القرآن الكريم ..

{ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ }
وهنا فصل النبي العنوان بهذه الجدلية في أبواب النبي المتواصلة في كل زمان ومكان .. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
(:" أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فعليه بالباب" و"من أراد الدين فعليه بالدار(4)
(4) المناقب: ابن المغازلي الشافعي ص 116، 117 رقم 112، 113 = السيوطي: تاريخ الخلفاء ص 135

فكان بابه وداره معقلا للدين والعلم.. ودارا  للعدل والقضاء .. فأضحى الصحابة بالكلية شيعته ومحبيه وعشاقه وأنصاره.. مؤكدا الحقيقة

 ... عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه  قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   يوم الحديبية،  وهو آخذ بيد علي عليه السلام  يقول : " هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله –يمد بها صوته – أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب"(4)

(4) تاريخ بغداد ج3 /ص 181 = تاريخ دمشق ج42/ 383 رقم (8985)


… "  قال عمار بن ياسر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   يقول : " يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك وويل لمن أغضبك وكذب فيك " (3)

(3)  تاريخ بغداد ج 9 / ص 74 – حديث رقم (4656 ) = المستدرك 3 / 145 رقم 4657

... عن جابر بن عبد الله قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   يوم الحديبية،  وهو آخذ بيد علي يقول : " هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله –يمد بها صوته – أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب"(4)

(4) تاريخ بغداد ج3 /ص 181 = تاريخ دمشق ج42/ 383 رقم (8985)

… عن هارون العبيدي عن أبي سعيد الخدري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم   يقول : " أهل بيتي، أمان لأهل الأرض كما النجوم أمان لأهل السماء، قيل يا رسول الله، فالأئمة  بعدك من أهل بيتك؟ قال: " نعم الأئمة من بعدي اثنا عشر خليفة، تسعة من صلب الحسين، أمناء معصومون، ومنا مهدي هذه الأمة، ألا إنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي ما بال أقوام يؤذونني فيهم لا أنالهم الله بشفاعتي"(8)

(8) كفاية الأثر في النص على الأئمة الاثنى عشر ص 29= المستدرك 3/ 162 رقم 4715 = كنز: 12/ 191 رقم  34189

وهكذا كانت أبواب العلم الالهي هي أبواب الحب الالهي .. فأين يكون النور يكون العشق والمحبة .. وتكون الميول نبعا من هذا الجنوح نحو نور الارادة الربانية المهيمنة على الروح .. فقد جعل العلي القدير وفي صبغته وصنعه القويم  أهل بيت النبوة نبعا قادرا على استجماع الميول ومركزية استقطاب المحبة في الناس .. فيستقطبون الناس الى باب الله المتعالي .. وهي عبادة الشاكرين الأعزاء بعزة الاله القادر .. وأبواب الحكمة  الالهية الجليلة هم في الفعل والتقدير الالهي مطهرون من الرجس وإمكانيات الغضب وفقدان عروة المحبة وهم العروة الوثقى التي لا انفصام لها .. استودعها الخالق الباري المصور في صورهم وميولهم النفسية فكان لهم القبول في الأرض وجعل لهم ودا وودادا في عمق القلوب وكل قلوب العاشقين ..
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً }مريم96 .. جعل العلي الكبير لهم عليهم السلام ولمحبيهم الذين { َ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } ودا وحبا في القلوب الولهانة وشرابا للعطاشي بالروح يسقون الناس و لله المتعالي قدما وتوجا نحو القدير بروح  علوية صنها الاله القادر وفي صبغته التي فيهم كان لونها  مصبوغة بعطر العشق النور زرعا  حسنا فهم لربهم عابدون وعلى نعمته في الولاية شاكرون
    { صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدونَ }البقرة138
فكانوا صبغة وعنوانا نحو الاله العظيم وبه مقتدرون ومن عطاياه بالروح غانمون  .. وأبوابهم  هي أبوابا نحو العلياء العلية لنور الله المستعلي وهم عباده المستعلون به .. ولذلك خلقهم الرحمن متشربون بالروح عشق الاله ومحبته .. وكان التقدير في الخلق أسبق جمعا انه لا يحظى على هذه الصبغة الالهية النور إلا من جعل في قلبه من الرحمن ودا للنبي الأقدس المعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته شرطا في عمق محبته ونوال شفاعته والباغض لآل محمد عليهم سلام الله مفقودون من الولاية بنفاقهم .. فأشدهم في الخلق حبا هو موالاتهم للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المكرمين من فاطمة الزهراء بنت النور وقلب الرحمة المهداة .. في مركزية العشق المحمدي...  كما في الروايات التي استوعبها هذا المبحث القليل في صفحاته العظيم في دلائل نور النبوة فيه .. وهذا هو شرط الوصال مع الله المتعالي في علاه والممجد في مجده .. فمن لا يصلى على محمد وآل محمد مبغوض في حياض الرحمة الالهية .. ومنافق بغيض في ملك الله عليه اللعنة الى يوم الدين حين اصطف مع إبليس اللعنة في رفضه للسجود ..

الصلاة-المحمدية-الكاملة-هي-ثورة-العرفان الالهي

والصلاة المحمدية الكاملة هي بمقام السجود والطاعة فهي قلب الأمر بالطاعة للنبي وآله المكرمين عليهم الصلاة والتسليم

لا يصح الايمان إلا بهم ولا نوال الحب الالهي والعشق الالهي إلا بصبغتهم ودثارهم المقدس .. وعشاقهم الالهيون هم صناع ثورة العرفان بموفقيه النور الأعلى  .. فهم بالنور والعشق المحمدي متسربلون وعلى أبواب الهدى واقفون .. وعلى أبواب العلم متعلمون .. وعلى أبواب الحكمة متحكمون .. استودع الباري في سادتهم الكونيين من عترة المطهرين السادة روح الشوق لهم .. والمتطلعين لهم بالشوق عشقا .. طوبى لهم وحسن مآب فأين كانوا معهم في الدنيا يجوبون شوارع الجنان المذهبة .. استودع الله النور المتعالي فيهم روح الشوق للملكوت وله تعالى في علاه منجذبون .. وبروحه في عمق آل بيت النبوة عليهم سلام الله تعالى ممتدون مستعلون .. استودع المتعالي الرحمن في قلوبهم البر في الروح والقبول في المزاج والطبع الأول .. فهم نورا في الملكوت وعالم المحبة اصطنعهم المتعالي الذي أحسن صنعه لذاته العلية . لتكون له نورا ساجدين وفي طاعته ممتدون .. نورا صاعدا تجد القبول بولايتها الصالحات من الأعمال والصالحين في كل الأعمال .. ولنوال هذه الكلية الرحمانية لابد من إتباع كليات النبوة وامتدادها في العترة وبغض آل البيت هو بغضا لنبيهم المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم .. وتجليات الطاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وآله وسلم  أهل بيت النبوة هي الأساس في قبول الأعمال .. و حب النبوة والآل المطهرين لا يتجزأ فهم العروة الوثقى .. فكيف للقميص ينفك عن الأزرار .. إلا بقطعه من ثوب الجسد وهذه هي القطيعة التي تقطع الأصلاب والذريات .. ولهذا سمى العلي القدير محمدا وأهل بيته السادة المكرمين العروة الوثقى وذكرهم في كتابه العزيز وان أخفاها أعداء رسول رب العالمين ..

{وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }لقمان22 {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }البقرة256 ..

والعروة الوثقي نورها في النبوة والقرآن .. وهما نور العترة ولا يفترقان عنها بنص الأحاديث المشرفة  حتى يوم الحساب ويوم يأتي الناس ورودا عطاشا نحو الحوض .. فمن شرب منه كان مرضيا ومن رفض الرسول وعترته لهم السقاية قذفتهم الملائكة الجبارين في النار ...  بكشف النبي صلى الله عليه وآله وسلم لنفاقهم وبغضهم .. وفي آيات العروة الوثقى جليل المعاني السامية في رسوم نظرية الحب والعشق الالهي الأبدية .. ومن يفصم بين ثوابت العشق الالهي
( القرآن – النبوة – العترة )
  فقد فصل ذاته عن نور الاله القدوس نور السموات والأرض  .. اتبعوني يحببكم الله في القرآن والنبوة والعترة بلا انفصام  .. وفي الحديث المذكور طي المبحث هو قوله صلى الله عليه وآله وسلم :

( علي مع القرآن والقرآن مع  لايفترقان حتى يردا عليّ الحوض  )
( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي وأنهما لا يفترقان )
( اني تارك فيكم كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض   )

فماذا تنتظر في الحشر وعند الحوض ..   تريد الشرب من نور الاله...
وقد حجبت وسيدك الدموي ... ماء الفرات عن سيد النور ...
وليد النبي النور حسينا ...   فأين تذهب منا يا باغض النور
ببديل الظلم نسيناك ...   بحق الاله ربنا وعاشقنا ..
الى السحق والنار مثواك ..     يا صنع ثورة السوء ..
فتتدلى له سلسله السبعون ذراعا نحو المشنقة الأبدية ..
خذوه فغلوه .. وبالنار سجروه ..  فينادي منادي العشق العرشي  ..
بقول الفصل بالنور..
قوله الحق تعالى نور السماء وعشقنا :

{قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى }طه126
 قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ..
( حبي وحب أهل بيتي أساس الاسلام )

 فكيف بالمفرق لعترنا عن روح جدنا  ..   هموا عشاق الاله النور صنعهم فأحسن الصنعا وبهم يراد الكلام النور ....   ويقصدون في العلم بغية النور
فويلك يا عدو آل محمد عليهم أنوار السماء ...
وخائب اليوم من ظن ان للثعلب دينا ..

فكيف بالايمان وهو أصل الاسلام .. ورسول الرحمن صلى الله عليه وآله وسلم جعل العترة حبهم إيمان وبغضهم نفاقا وكفرا ..
( يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق )
وهو نور القرآن تمامه في قول المتعالي الجليل ...
{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } : الحجرات14

فالإيمان في الحديث في القلب .. والقلب هو أصل القضية ، وهو وعاء الاستقطاب الروحي لكلية معاني العشق والحب الالهي وأصل القبول .. شرط الايمان والدخول في حظيرة الايمان  مشروطة  بالمحبة الالهية للرسول وآله الأطهار صلى الله عليه وآله وسلم .. وهو ما بيناه جليا  في حلقات قرائتنا النورانية  الهامة ..  وكذلك في كتابنا الجدير بعنوان :

أهل البيت عليهم السلام : الولاية ، التحدي ،المواجهة  ( تحت الطبع )

 وهذا هو جوهر العرفان الالهي الكامن في الصلاة المحمدية الكاملة ..

نورا في الله يصعد ...      وبسواها لا يصعد ..
فصلناها في مباحث النور ...      برضوان النبي الأمجد وعنوانا ....
للرضا من الله صاحب العرش ... هي صلاة كاملة فيها المودة النور..
 ولا فصل لوثاق الاله ... إلا بقيد من النار ..

التفصيل انظر دراستنا المنشورة بعنوان :
الصلاة المحمدية هي ثورة العرفان الالهي
على موقعنا الساجدون في فلسطين
ملتقى حضرموت للحوار العربي
http://www.hdrmut.net/vb/t350755.html

وهنا كان العنوان يمثل وجها روحيا إلهية راسخة في العقيدة بأن العشق والحب الالهي لآل محمد الطاهرين عليهم السلام هو فريضة وواجب الهي  وشرط إيماني ... به يتوج الايمان ويستلب لروح الله المتعالي بالرضا والموفقية هي شرط الرضا الرباني .. وفي الحديث المذكور المشهور
( يا علي لا يحبك إلا مؤمن  ولا يبغضك إلا منافق )

 يتبع الحلقة الثانية من الدراسة  في الصفحات التالية..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق